بقلم : عابـ الزمان ـر – الامارات العربية المتحدة
إخواني و أخواتي قبل أن أبدأ قصتي أود أن أنصحكم بنصيحة ، اتركوا الفضول .. اقرؤوا قصتي و استفيدوا منها و هذا هو هدفي الأول و الذي جعلني أعرض تجربتي لكم ..
أنا طالب جامعي مع مجموعة من الشباب الخليجيين ، استأجرنا شقة نتشارك فيها قريبة من الجامعة في إحدى الدول العربية ، أكملنا فيها عدة سنوات ..
في إحدى تلك الايام دخلت إلى غرفة أحد أصدقائي لأخبره بأن بعض الأصدقاء الذين يدرسون معنا في الجامعة قد حضروا إلى غرفتي ينتظرونه ، كان منكباً على قراءة بعض الكتب ، و قام ليجهز نفسه .
شد انتباهي مكتبته الكبيرة و التي بها الكثير من الكتب ، نظر إلي مبتسماً و قال : أعجبتك المكتبة ؟
أشرت برأسي و قلت له : مجموعة جميلة ، إذهب أنت و سأبقى قليلاً .. ويمكن أن أستعير منك القليل من الكتب ؟ لاحظت توتره و تردده قلت له و أنا أربت على كتفه : لا تقلق سأُحافظ عليها .
رد بتوتر : لا.. لا مشكلة عندي فقط .. الكتب التي بالرف السفلي لا تلمسها نهائياً .
ذهب و أغلق الباب خلفه .. كلامه غريب و نظرته أغرب !! يبدو أنه يخبئ شيئاً لا يريدني أن أعلم به .
و من دون أي مقدمات ، و عند إغلاق الباب اتجهت أنا بكل حماس للرف السفلي لأعرف ماذا يخبئه عني ، فوجدت الكثير من الكتب القديمة و الكثير منها ذوات مجلدات بالية و صفحاتها صفراء مهترئة ، سحبت إحدى تلك الكتب لأعرف ما تحتويه .. تاريخية أم نفسية ، و قد تكون عن الحب و العشق تلك الامور تستحق أن يخبئها عني لأنه لن يسلم من سخريتي ..
لكن طابع الكتاب كان شبه طبي ، و الفهرسة تشرح بعض العلاجات من أمراض “روحانية” و أشياء لم أفهمها غريبة مثل كسب القلوب و طلب الحماية و غيرها ، بدأت أقلب الصفحات علّي أجد جواب لتلك العناوين التي لم أفهم منها شيئاً ، و وجدت عنواناً شد انتباهي ..
باب طلب المعونة العظمى .. ابتسمت حقاً ، و بدأت أقراء بصوت شبه مسموع و فجأة و في نهاية أول صفحة سمعت صوتاً غريباً يحدثني ، كان الصوت يأتي من فوقي رفعت رأسي لأشاهد منظراً مخيفاً لم أشاهد مثله من قبل في حياتي .
شاهت رأس حمار يتدلى بالسقف ، بعينين سوداوين تجتمع حوله بركة من الدماء و التي كأنها تتدفق من رقبته من دون أن تنزل قطرة واحدة على الارض !! شعرت بأنه سيغمى علي و حاولت الحركة إلا أني تداركت متأخراً بأني لا أستطيع الحراك أو الكلام ، و أنا متسمراً أنظر مجبراً لذلك الرأس البشع و هو يتمتم و يصرخ علي بصوته المخيف ، و كأن هنالك خمسة أصوات تتحدث بنبرات مختلفة معاً ، و الدموع تتجمع في عيني .. كانت تجربة مخيفة و لا أتمناها لأحد .
كان مجمل كلامه الذي فهمته و الغالب السب و الشتم كأنه يستهزئ بي و كأنه يعلم بأني تورطت و لا أعرف التصرف !
و من دون مقدمات اختفى كل شيء عند دخول صديقي للغرفة و هو ينادي علي : لماذا تأخرت .. ؟؟
أما أنا فقدت أحسست بأني كنت مربوطاً بحبل و تحررت فجأة لأتجه لصديقي و أسحبه من ياقته و أصرخ عليه و أخبره و عيناني لم تتوقفان عن سكب الدموع من صدمة ما رأيت ، أغلق الأخير الباب و بدأ يضع يده على فمي و يقول مهدئاً و متذمراً : أنا حذرتك بألا تقترب نهائياً من تلك الكتب .
و بدأ يخبرني بأنه سيقع في مشكلة كبيرة إن أخبرت أحداً بموضوع الكتاب أو الحمار و غيره ، وقال بأنه سيتصرف مع الأمر و تلك الأمور من اختصاصه .
صدقتً لم أرتح لكلماته و لا له و لا لتلك الكتب القديمة ..
في اليوم الثاني بعد عودتي من الجامعة رجعت للسكن ، و أول ما قمت به هو زيارة غرفة صاحبنا ، طرقت الباب و فتحته لأتفاجأ بأنه غادر المكان ، و كانت الغرفة خالية من الكتب !! أصحابي قالوا بأنه انتقل لمكان آخر ..
تعليقات
إرسال تعليق