وفجأة وبينما نحن في إنتظار الطعام وجدنا عم احمد يجري مهرولا وهو يصرخ النجدة النجدة فسارعنا إليه وسألناه ماذا هناك لماذا تطلب النجدة ماذا حدث تكلم بسرعة فقال وهو لا يستطيع أخذ أنفاسه من فرط الأنفعال الطعام …الطعام لقد أختفى بأكمله فسأله مشرف الموقع طعام ماذا الذى أختفى إننا في الصحراء يا رجل من أخذ الطعام لا يوجد هنا أحد غيرنا ، فأخذ عم احمد في القول والله لقد أختفى بأكمله لقد كنت قد أنتهيت منه وعلى وشك أن أحضره ولكني ذهبت إلى الحمام وعند عودتى لم أجد منه شيئا ، فقال له مشرف الموقع يا عم احمد هذا كلام لا يصدقه عقل فالصحراء خاوية من حولنا قل لنا الحقيقة هل أختلست المال المخصص للطعام قل لي الحقيقة وسنسامحك .
إلا أن عم أحمد ظل مصمما على روايته فقال المشرف إذن فأنا مضطر لتحويلك للتحقيق ليحقق معك من قبل الشركة فأخذ عم احمد في البكاء قائلا والله ما اقول إلا الحقيقة ، وهنا تحدث أحد العمال قائلا للمشرف يا سيدي إني أصدق عم أحمد وهو يقول الحقيقة أنا أسكن بجوار هذه المنطقة وكلنا نعرف أن تلك المنطقة مسكونة فلقد وجد بها مقبرة جماعية تعود من أيام الحرب ، فضحك المشرف إذن فأنت شريكه في السرقة إذا أردت أحلتك للتحقيق معه فصمت العامل وتراجع في هدوء .
وطلب المشرف مني ومن إثنين أخرين الذهاب إلى أقرب مكان لشراء أكل يكفينا حتى الصباح وبالفعل ذهبنا وأشترينا ما نحتاجه من طعام وعند عودتنا كنت أتحدث أنا وزميل لي وكان الثالث يقود السيارة وأثناء حديثنا وجهت الحديث إلي السائق قائلا ما رأيك هل فعلا سرق هذا الرجل لكنه لم يجب فنظرت إليه لأجد عيناه جاحظتين في ذهول ناظرا لشيئا ما خلفي فذهب بصري لما ينظر له فإذا بي أرى جندي يرتدي ملابسه الرسميه متسخ الملابس يسير نحونا في هدوء وعندما أقترب رأينا ما أذهل عقولنا فذلك الجندي كان بلا أعين ووجهه مغطي بالدماء فصرخت في السائق أنطلق هيا أنطلق أفاقت صرختي السائق فأنطلق بالسيارة بأقصى سرعة وعند عودتنا أخبرنا المشرف بما رأيناه وفي اليوم التالي قدم المشرف إلى الشركة تقريرا أدي إلى وقف العمل بالمشروع لأجل غير مسمى.
تعليقات
إرسال تعليق