توفيت عمته في عام 1949 التي كانت تهتم بعلوم تحضير الأروح لتتحول حياة الصبي الصغير "رولاند دو" البالغ من
العمر حينها 14 عامًا وأسرته إلى جحيم، عندما بدأ من يعيشون في المنزل يسمعون أصواتا وطرقات ويشاهدون أشياء
غريبة. ومن ثم بدأت تظهر على دو علامات غريبة على جسده تشبه الحروق المرسومة بقلم أحمر شفاه، سرعان ما دفع
هذا الأمر والدته إلى سؤال القس "البرت هيوز" من أجل المساعدة الذي طلب منها أن تضع الماء المقدس والشموع،
وبالفعل استجابت الأم لذلك. وعندما ساد الهدوء في المنزل، اعتقدت الأم أن الأمر انتهى إلا أن الأمر لم ينجح حيث
وقعت رد فعل عكسية فالشموع انطفأت وبدأت طاولات المنزل بالتحرك بشكل غريب وغامض ولم يقتصر الأمر على
ذلك بل أيضا في مدرسة دو تحركت طاولته بصورة أثارت فيها ذهول وهلع الطلبة والإدارة. هذه الحادثة جعلت والدة دو
تمنعه من الذهاب إلى المدرسة، واصطحبته معها إلى المستشفيات محاولة حل مشكلته إلا أن هذه الظواهر لم تختفي
وظلت تتبعه في كل مكان موجود فيه الصبي الصغير، وفقا لكتاب "موسوعة الظلام". واستمر الأمر كذلك حتى سمع
عنه رئيس الأساقفة "جوزيف ريتر"، وإعطة القس "بودرن" من كنيسة "فرانسيس اكسفير" بعمل عملية تعزيم خاصة
لـ"دو"، وسرعان ما ذهب القس إلى منزل الصبي الصغير مبكرا ومعه الطبيب النفسي "جيسوت". وظل القس "بودرن"
في المنزل حتى ميعاد نوم "دو" الساعة الحادية عشرة ودخل غرفته وبدأ بقراءة الصلاة عليه ثم وضع صليبا خاصا
تحت وسادته وغادر المكان، تفاجأ الأهل بعد هذه اللحظة بأصواتا غريبة من غرفة نومه. وقرر خمسة من عائلته
الدخول إلى الغرفة لمعرفة ماذا يحدث وتفاجأ الجميع بمشهد أشبه بفيلم خيالي حيث تتحرك الكتل وتهتز المكتبة بشكل
ملاعب والصليب يسقط من تحت الوسادة أما دو فكان يردد ألفاظ نابية وسب بصوت عال باللغة الإنجليزية واللاتينية.
بعد إخبار القس بما حدث، فبدأ يذهب يوميا إلى المنزل لقراءة الصلاة مساء على "دو" الذي حاول ضربه وسبه أكثر من
مرة إلا أن بدأت حالة الصبي الصغير بالتحسن تدريجيا حتى لم اختفت جميع العلامات نهائيا من جسده وزالت عنه حالة
التلبس. وقصة رولاند دو الحقيقة، حصلت على شهرة واسعة لدى الغرب وتحولت إلى رواية شهيرة ثم إلى فيلم "طارد
الأرواح" الذي يعد أفضل أفلام الرعب على الإطلاق وفقا لرأي النقاد، إلا أن تغيرت بعض الأشياء لتناسب الحبكة مثل
الأسماء وتحول البطل الرئيسي من صبي لفتاة.
تعليقات
إرسال تعليق