القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة رعب هل سيعودون؟

 بقلم مصطفى ابراهيم



عزيزي محب قصص الرُّعب.. إذا كنت بتقرا القصة دي فاعلم إنك لسه بخير.. قصة النهارده عن الجنِّية، مين فينا مسمعش كلمة الجنِّية أو بلفظة تانية «النَّداهة»، زمان كان القرى والأرياف والمناطق القريبة من نهر النيل كانت عارفة النّداهة أو الجنِّية اللي بتظهر بالليل وتخرج من المياه للي بتعجب بيها وتنده، وهو أول ما يسمع الصوت يتسحر ويروحلها برجليه وتاخده وتنزل بيه تحت الميه، ولو رفض إنه يتجوزها تاني يوم تلاقي جثته طافية على وش الميه.

كل الكلام ده كانت الناس مفكرة إنه مجرد أسطورة بتتحكي زمان عشان الأطفال متنزلش الترع أو النيل، من خوفهم عليهم لكن اللي هقوله دلوقتي هيخليك تغير وجهة نظرك تماما، يمكن تخليك متقربش من أي مكان فيه ميه تاني.

اسمي أحمد لسه طالب في الثانوية، ساكن في منطقة ريفية إلى حد ما، ولينا حتة أرض قريبة جدا من النيل، كنت بحب السهر جدا مع أصحابي اللي من سني، بنلم بعض كل يوم من بعد العشا ونروح نقعد في الأرض ونعلب وبعدين نتلم حولين نار بنولعها ونحكي قصص وحكايات مرعبة إما سمعناها أو اتفرجنا عليها.


قصص رعب (مكتوبه)


حكايتنا الحقيقة بدأت بإسلام صاحبنا، كنا قاعدين نحكي في القصص وكل واحد كان بيقول حاجة مرعبة إلا هو، وكان أكتر واحد فينا جبان، خوفه مسيطر عليه، وفي ليلة من الليالي حسينا إن مية النيل بتخبط جامد في السور اللي قاعدين جنبه، وبصينا لقينا أمواج فعلا مصدرها نص الميه، وكأن لنش كان معدي وهو اللي عمل الأمواج دي، مجاش في بالنا خالص إن اللي بيحصل ده هيكون بداية كابوس مرعب لينا هيخطفنا واحد ورا التاني.

في اليوم ده إسلام كان قاعد خايف جدا من اللي بنحكيه ومش عارف إيه اللي خلانا في الوقت ده نتكلم عن النَّداهة والجنِّية اللي كانت بتطلع من المية تاخد أي واحد تتجوزه ويختفي تماما لحد ما تظهر جثته في المكان اللي نزل فيه الميه، وكان من سوء حظنا إن كل واحد قعد يزايد على التاني ويروي تفاصيل مرعبة على أساس إنه سمعها عن جده أو أبوه، وقرر إنه يقوم.

فضلنا نترجاه يقعد معانا لكنه رفض وأصر إنه يروح لوحده، والساعة وقتها كانت وصلت لـ3 الفجر، وعلى الرغم من إن الدنيا كانت كحل وقتها إلا أنه أصر وقام وروح، إسلام مشي وكملنا إحنا قاعدتنا وحكايتنا.



الدنيا كانت هادية جدا لحد ما سمعنا صوت واحدة، وكانت بتنادي على أسماءنا واحد ورا التاني لحد ما ندهت عليا ما عدا اسم إسلام، كلنا جرينا في الوقت ده، وكنا خايفين جدا وروحنا بيوتنا، والرعب كنا مسيطر علينا، وأنا أول ما دخلت البيت جريت على أوضتي ونزلت تحت البطانية، ومصحتش غير على صوت أمي بتصحيني وبتسألني عن إسلام.

- واد يا أحمد.. أصحى يا ولا.

= أيوه يامَّا.. سبيني نايم شوية.

- قوم يا منيل شوف المصيبة دي.

كانت بتقولها وهي بتخبطني عشان أقوم م النوم، أول ما سمعت كلمة مصيبة، قمت مفزوع وافتكرت موقف امبارح، وسألتها:

- مصيبة إيه يامَّا بس كفى الله الشر.

= مش لاقيين إسلام من امبارح، من ساعة ما خرج معاكم مرجعش!

- بتقولي إيه يامَّا!! إسلام مشي أول واحد فينا بالليل وروح.

= قوم يا موكوس يا ابن الموكوسة وقول لأمه الكلام ده.

خرجت من البيت وكانت أم إسلام في الأرض بتندب وتعيط، وبتسأل على ابنها، وحوليها كل صحابي، وقالوا نفس الكلام اللي قولتله، اتلم حواليها ستات القرية وخدوها ومشيوا، واتفقت أنا والعيال نتقابل بعد يومين لحد ما نشوف الدنيا رايحة لفين، عدى اليوم الأول والتاني مفيش حس ولا خبر لحد ما الشمس كانت بتغيب، وفجأة لقينا الناس بتجري ناحية الميه، وبيقولوا لقينا إسلام.. لقينا إسلام.

جرينا بسرعة لقينا شباب من القرية في الميه، وطالعينا بجثة وحطوها في المكان اللي كنا متعودين نقعد فيه، وكانت المفاجأة لينا كلنا، "إسلام" قصدي الجثة كانت مفتحة عينها بس كانت كلها أبيض النني مش موجود فيها، وإيده كانت مطبقة ولما فتحناها لقينا زي شعر طويل كأنه شعر واحدة بس كان خشن جدا، ومجعد. وأول ما الشعر شالوه من إيده رجعت اطبقت تاني بس المرة دي كانت بشكل مختلف، صوابعه كلها مطبقة، ما عدا صباع واحد بس وكان بيشاور على حد فينا.. بيشاور على محمود.


كلنا اترعبنا من الموقف، وجرينا وسبنا الناس كلها على الشط والستات بتصوت، وقررنا منتجمعش تاني في المكان ده، بعد ما سمعنا إن ممكن يكون اتخطف من "اللهم احفظنا" جنية.

عدى على الموضوع أسبوع والبلد كانت هدية تمام، لحد ما اتكرر الموقف تاني بس المرة دي كانت الصدمة كبيرة علينا ومش مستوعبين، محمود المرة دي اللي مات، وكانت جثته عايمة في نفس المكان، وعينه كلها بيضا وإيده كانت مطبقة على جاحة ماسكها، ولما اتفتحت كان الشعر نفسه ومع تسليكه من إيده رجعت لوضعها تاني ما عدا صباع شاور بيه على صاحبي علي.

فضلنا نتسرسب واحد ورا التاني وراح مننا 6 لحد ما جه الدور عليا، كنت آخر واحد باقي من الشلة، قاعدت فترة كبيرة في البيت مبخرجش تقريبا أكتر من شهرين، وخايف أقرب من أي مكان في ميه، أو أكون بالليل لوحدي.

في يوم من الأيام أمي كانت معزومة على فرح بنت جارتنا، اسمها أميمة، وطلبت مني إني أروح معاها، عشان مترجعش بالليل وحدها، وفعلا قمت جهزت نفسي وخرجت معاها روحت الفرح، والدنيا كانت لطيفة وكله تمام والفرح خلص والدنيا عدت على خير، وكنا مروحين.

العربيات كلها اتملت بالناس ومش فاضل غير أمي وأنا لأن طريق العربيات مش ناحيتنا خالص، رايح الناحية التانية من البلد، فأم أميمة قالتلنا اركبوا وانزلوا امشوا الحتة دي للبيت، وركبنا ونزلنا عند المعدية، وعدينا الناحية التانية وكنا مشيين لحد ما سمعت حد بينادي عليا.

قولت لأمي سمعتي حد بينادي عليا قالتلي لأ.. قولت يمكن بيتهيألي، وفجأة سمعت الصوت بيقرب منا بس جاي من ناحية الميه، أخرت مشيتي شوية عن أمي عشان أعرف فيه إيه، فجأة خرجت بنت من الميه جميلة جدا جدا، جمالها يفوق أي وصف، وندهت عليا وأنا لا إراديا لقتنا رايح ليها، وهي فاردة إيدها وقاعدة على وش الميه، وبالفعل نزلت الميه بس كانت يدوب مغطية الكوتشي اللي لابسه، وفجأة سمعت صوت أمي وهي بتصوت، وبتجري ناحيتي وتنده عليَّ.

فجأة البنت غطست في الميه، وأمي شدتني من إيديا وطلعتني، وأول ما خرجنا من الميه البنت طلعت راسها تاني، وقالتلها: "أنت المرة دي لحقتيه مني.. مش هتعرفوا طعم النوم، راجعالكم تاني والمرة الجاية هو بتاعي".

عدت 3 أيام ومحدش شاف ولا سمع حاجة لحد ما حصل اللي وعدت بيه، ولقيت نفسي مع أصحابي تاني.

 

تعليقات

التنقل السريع