القائمة الرئيسية

الصفحات

"أنا لا أؤمن بالهدايا؛ الهدايا دائمًا مخيبة للآمال.. دائمًا ما نتمنى الشيء الجميل فنجد الهراء" (بطلة فيلم Dard Divorced) وأنا لا أومن بالهدايا، (سوزي)، ولكني أومن بـ ’سانتا كلوز‘ برغم كل ما حدث لي.. ولكي تصدقينني سأشرح لكِ كيف حدث ما حدث. ككل الأطفال عشقت سانتا، وفي ليالي الكريسماس كنت أبيت أردد: "أنا أومن في سانتا، أومن في سانتا، أومن في سانتا، أومن في...." وبرغم هذا لا يزورني سانتا.. ثم أخبر صديقي (مودي) فيسخر مني ويخبرني أن سانتا زاره ووضع له هدية في جوربه.. أخبره كم هو ساذج أن صدق أن سانتا زاره، وإنما هي والدته التي وضعت له الهدية.. ثم أعود أحدّث أمي: - تعلمين، ماما، أنني أحب سانتا - نعم - فلماذا لم تحضري لي هدية وتضعينها في الجورب كوالدة (مودي)؟ - لأنك ولد سيء.. من الذي كسر كاسات ماما الجديدة؟ من الذي سكب اللبن الذي أحضرته ماما؟ من الذي مزّق الدمية التي اشترتها ماما؟ من الذي..... ومع هذا، لم أفقد الأمل في سانتا.. وذات ليلة عيد ميلاد فتحت النافذة برغم البرد، وأضأت شجرة عيد الميلاد، وبت أردد كعهدي: "أنا أومن في سانتا". كدت أغمض عيني وأنزوي في عالم الأحلام حين توهجت شجرة عيد الميلاد وتأججت نيران المدفأة، وإذا بي أسمع جلبة خارج نافذتي.. فاعتدلت في فراشي وحدّقت في النافذة: أيجيء سانتا؟ أطلق سانتا صيحته الأسطورية: هوه هوه هوووه! ودلف من النافذة.. بذقنه البيضاء وحلته الحمراء وحنانه الذي لا يخفى، صرخت من أعماقي: سانتا جاء! سانتا جاء! نظر لي بحنو: "تأخرت عليك، طفلي، لكني جئت" ثم منحني هدية مغلفة بغلاف أخضر، فككت شريطها بلهفة، وقد كانت دمية رائعة الجمال تلتمع في ضوء الغرفة الخافت.. نظرت إليه بتردد: - لكنني لست ولدًا طيبًا - الأولاد الطيبون حياتهم مبهجة كفاية.. أما أنت، فمن يبهج حياتك غيري؟ ارتميت بحضنه أردد: - شكرًا سانتا - هديتك غالية، طفلي، فحافظ عليها ثم أبعدني عن حضنه لحظة، والتمع شيطان ما خلف عينيه وقال: - أما إن أتلفتها، فسيكون حسابك عسيرًا ثم ودّعني قائلاً: - تذكر أن تدعوني لزيارتك عيد الميلاد القادم؛ فأنا لا يمكنني الحضور دون دعوة. وغاب سانتا.. برغم دفء اللقاء إلاّ أن تهديده كان أقوى أثرًا في نفسي.. خفت على الدمية وحافظت عليها بعيني.. أصبحت تلازمني كظلّي في الصباح، وليلاً أنيمها جواري.. ولذلك حين تقلبت تلك الليلة كسرت ذراعها! أصابني الرعب.. كنت حريصًا عليها.. ماذا كان بوسعي أن أفعل أكثر.. لكن هل يتفهم سانتا؟ حاولت إصلاح الذراع لكنه لم ينصلح.. لهذا قررت أني لن أدعو سانتا أبدًا عيد الميلاد التالي. عشت حياة هيستيرية: أتلفت حولي في كل لحظة.. أحذر من كل الناس، وأصرخ لأتفه الأسباب.. وفي ليلة عيد الميلاد التالية أغلقت النافذة جيدًا، سددت المدفأة وشقوق الباب. ثم نمت في فراشي رافعًا الغطاء حتى عينيّ. طرقت أمي الباب طرقتها المميزة وقالت: - صغيري.. لأنك حزين في الأيام الأخيرة أعددت لك مفاجأة ثم انفتح الباب كاشفًا عن سانتا واقفًا مبتسمًا ومن خلفه أمي تقول: - لقد دعوت سانتا من أجلك! أطلقت صرخة مريعة.. نظرت أمي لسانتا وقالت: - منبهر بحضورك.. هو دومًا ينتظره ثم أغلقت الباب قائلة: - سأترككما معًا. اقترب مني سانتا بعمق، وتلوّت الشياطين ألمًا في عينيه، وقال: - ألم أحذرك من إتلاف الدمية - لم أقصد، عنيت بها، ماما، مامااااااا أشار إليّ سانتا بأطراف أصابعه، فوجدت أني أنكمش حتى صرت بحجم الدمية، فغلّفني بغلاف هداياه الأخضر، ووضعني في جوال الهدايا على ظهره، ثم أنزلني أسفل شجرة الكريسماس الخاصة بكِ، (سوزي).

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع